عربات الحمير في نواكشوط وسيلة نقل رخيصة تسيء إلى سمعة العاصمة

-A A +A
اثنين, 2014-11-17 10:04

يستاء عدد كبير من سكان العاصمة الموريتانية نواكشوط، من العربات التي تجرّها أحصنة وحمير، وينتقدون حركتها في الأسواق والشوارع. في المقابل، تشكل هذه العربات وسيلة نقل رخيصة يعتمد عليها كثيرون في تنقلاتهم اليومية، من الأحياء النائية إلى وسط العاصمة. كما أنها توفر فرصة عمل لمئات الشباب. وهو ما يدفع المسؤولين في العاصمة إلى الإبقاء عليها مع اعتماد بعض التحسينات والإجراءات الخاصة بعملها.

وعربات الدواب، أو "عربات الحمير"، كما يطلق عليها الموريتانيّون، تعدّ أقدم وسيلة مواصلات شعبيّة. وهي اليوم تعود بزخم.

تنطلق من المناطق الشعبيّة والحواري الجانبيّة، لتخترق الشوارع الرئيسيّة والمناطق الراقية في العاصمة.

تتحرّك هذه العربات بخفّة، وتتسلل بين السيارات، لتتجاوزها وقت الازدحام. ويستخدمها صغار التجار في نقل البضائع. بينما يعتمد عليها سكان الأحياء الفقيرة في التنقل والتزوّد بالمياه.

ويقول ميمون ولد مربيه الذي يفضّل استعمال عربات الحمير على الباص أو سيارة الأجرة، إنها "مريحة ومناسبة لعملي. فأنا أتنقل يومياً بملابس العمل بين منزلي وورشة الحدادة وسوق الخردة، وأنقل معي عدّة العمل وبضائع مختلفة، لا أستطيع نقلها بسهولة في وسيلة أخرى".

كذلك، تفضّل عائشة بنت علي هذه العربات في تنقلاتها اليوميّة، خاصة أنّها توصلها إلى عتبة بيتها. فلا تضطر إلى قطع مسافة طويلة إلى الشارع الرئيسي ومنه. وثمّة سبب آخر لتفضيلها تلك العربات، وهو "الفرصة الأكبر للتحدّث مع الناس والجيران، ومناقشة مشاكلنا".

من جهته، يقول محمد مولود ولد الحر، الذي يملك عربة يجرها حمار يستعملها في نقل المياه وبيعها، إنه يستيقظ مبكراً من أجل إعداد عربته للعمل. فيملأ براميله بالمياه بسعر يصل إلى 70 أوقية موريتانيّة (نحو ربع دولار أميركي) للبرميل الواحد، ثم يبيعها في الأحياء التي تعاني شحاً في المياه بسعر يتراوح بين 200 أوقية (0.68 دولار) و300 أوقية (أكثر من دولار واحد بقليل). أما خلال أزمات المياه، فيرتفع السعر إلى 1500 أوقية (5.16 دولار). ويشير مولود إلى أن دخله اليومي يتراوح بين 2000 (6.88 دولار) و2500 أوقية (8.60 دولار).

أما محمود ولد الخرشي، الذي يعمل على عربة يجرّها حصان وقد خصّصها لنقل الأفراد والبضائع، فيقول إن دخله اليومي غير مستقرّ، ويتراوح بين 3500 و4000 أوقية (ما بين 12 دولاراً و13.75 دولار). وعلى الرغم من أنه يدفع نصف دخله لشراء علف للحصان، فهو يفضّل هذا العمل على البطالة. ويدافع عن مهنته بالقول: "هذه العربات استطاعت فكّ العزلة عن الأحياء البعيدة ومساعدة البسطاء في حياتهم. إنها سيارات الأحياء العشوائية والنائية. عليها يحملون أمتعتهم، وعبرها يتنقلون، وعن طريقها يشربون".

 

تلوّث وضوضاء

في المقابل، يقول المسؤول في بلديّة نواكشوط محمد أحمد ولد بياه: "إذا كان سبب انتشار هذه العربات يعود إلى الحاجة لوسيلة نقل تخترق الأحياء الشعبيّة، فلا يجب أن نغفل عن مساوئها ومشاكلها، ومنها الإساءة إلى سمعة العاصمة والازدحام المروري، خاصة في الأحياء الضيّقة التي تصعب فيها حركة السير". ويضيف: "كما يحدث من حين لآخر الكثير من الخلافات والمشاحنات بين السائقين وأصحاب العربات الذين يرفضون إفساح الطريق للمرور".

لكن ولد بياه يجد أن من غير الممكن حرمان الأحياء النائية، التي تعتمد على العربات، من هذه الوسيلة المناسبة لسكانها. ويشدد على إمكانية "تحديث هذه العربات وتحسين شكلها، وتأهيل أصحابها، وحثهم على عدم أذيّة الدواب، ووضع الأكياس الوقائيّة عند مؤخرة الحصان أو الحمار للحؤول دون تساقط الروث في الشارع العام".

 

 

العربي الجديد/نواكشوط ــ خديجة الطيب