رئيس لجنة المصحف الموريتاني يوجه .... نصيحة إلي رئيس الجمهورية

-A A +A
اثنين, 2019-12-23 08:26
الدكتور : سيدي عبد القادر

بسم الله الرحمن الرحيم (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). إلى رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيد محمد بن الشيخ محمد أحمد الغزواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسأل الله أن يعينكم ويوفقكم في الأمانة التي حملتموها وقد قال صلى الله عليه وسلم (الدين النصيحة....) وهذه نصيحتي إليكم موجزة لعلمي بانشغالكم وحاجتكم إلى وقتكم.

أولا : إقصاء كل من عرف بالنفاق والتملق وعدم الحفظ والأمانة وتقريب أهل الصدق والقوة والأمانة مع مراقبتهم على سنة عمر رضي الله عنه (إن خير من استأجرت القوي الامين). ثانيا : الاهتمام بإصلاح الدين والأخلاق قبل الاهتمام بالاقتصاد والمؤسسات ، فإن ما أفسدته الأنظمة المتاعقبة من الدين والأخلاق أكثر مما أفسدت من المال ، وإنه لا صلاح لشيء قبل صلاح العنصر البشري بإصلاح دينه وخلقه وإحياء ضميره حتى يكون له رقيب من نفسه ، فلا يمكن للرئيس أن يكون حاضرا في كل مؤسسة ومع كل موظف.

ثالثا : المبادرة بالإصلاح وتقديم الأهم فالأهم ، والأهم في نظري ما يتعلق بحقوق الناس وكرامة الانسان والوطن لاسيما إن كان لايكلف ميزانية ولا جهدا بل قرارا وإرادة ، وذلك مثل :

- رد العلاقة مع الشقيقة قطر التي قُطعت بلا مبرر ففي قطعها إساءة إلى الوطن وكرامته وتنكر للأخوة والتاريخ ويدِ قطر البيضاء على الدول والشعوب ، ويكفي أن الجالية فيها لم تتأثر بصنعنا المشين بجميع المقاييس وهي جالية محترمة عالمة أسأنا إليها بصنيعنا

- إلغاء كل ما ترتب على مهزلة الاستفتاء الذي قاطعه الشعب بقوة ووضوح من إلغاء الشيوخ وتغيير النشيد والعلم حتى يستعيد الشيوخ الذين رفضوا التغييرات العبثية ووقفوا وقفة مشرفة عكس دعاة المأمورية الثالثة ويستعيد الشعب كرامته بإلغاء مارفضه من الاستفتاء وما ترتب عليه من أمور عبثية وحتى لايأتي من يهين الشعب ويكرهه على ما لا يريد ويعبث بإرادته.

رابعا : فتح المؤسسات الخيرية التي تكفل اليتامى وغيرهم ، والمراكز العلمية التي تنشر العلم وتربي الأجيال على الأخلاق والقيم الإسلامية والاعتدال والوسطية وقد أغلقت بلا مبرر وشرد اليتامى وطلاب العلم أمنا لمكر الله وقلة حياء من الشعب والوطن. خامسا : استدعاء من حُمِلوا على مغادرة وطنهم وأبعدوا بالمضايقات وتصفية الحسابات الشخصية من رجال الأعمال وغيرهم مثل محمد ولد بوعمات الذي يعد خروج مثله من الوطن خسارة للوطن ، وهو صاحب المؤسسة الخيرية التي عالجت من العمى أكثر من مليون مواطن. فهل يليق أن يكون جزاؤه الإبعاد ، والإبعاد إهانة إلا في قوله تعالى : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون).

كل هذه الأمور لاتتحمل التأخير ولا تكلف الكثير ، وهي من الأعمال التي وزرها على من سنَّها ومن عمل بها إلى يوم القيامة .

أعيذك بالله أن تعمل بها وتتابع عليها من سنها. هذه نصيحتى لكم أرجو أن تكون خالصة لوجه الله وأن ينفعكم بها.

الدكتور سيدي عبد القادر مدير الشؤون الإسلامية ، مكلف بمهمة سابقا في وزارة الشؤون الإسلامية ، رئيس لجنة المصحف الموريتاني.