حروف سحرية بين يدي الجهاز/المصطفى ولد سيدي

-A A +A
أحد, 2020-04-26 13:51

جلست متسمرا في مقعدي، أتملى لوحة مفاتيح جهازي الصغير، اتفرس التقنية التي منحتني مشكورة إياه، مستفهما عن الغائية الأبرز من مصفوفة الخدمات المتزاحمة في جوفه الأثيري، والميسرة من خلال كم من التطبيقات والمحركات البحثية، والتي هي بدورها معارج لسماوات تزّاحْمُ بمجرات من العلوم والمعارف، وأفانين الخدمات والخرائط والصور و الظلال المتفيأة من مليارات من البشر أخذا وعطاء، ليتعولم العالم المعلومة، وبنفس اللحظة مؤذنا ذوبان ساكنة الكوكب في صهارة معرفية رهيبة.

فإذا الكتابة هي العصب الناقل لهذا السيل المعرفي العرم والجارف، والذي طبٌق الآفاق، ورتق تمفصل القارات، معلنا نهاية عصر الانعزال والتقوقع، وبداية التوحد والانفتاح على الآخر أيا كان و أينما كان، معززا مساحة التعاون بين الإنسان و أخيه الإنسان على بساط من المشتركات الإنسانية التي لا حصر لها ولا جنس، و لا لون ولا دين.

فانتبهت بعد هذه السياحة الذهنية، ومن دون كبير عناء، إلى أن الفعل الإنساني المعرفي دائر بين قراءة و كتابة، ثم إن المقروء هو أصلا مكتوب، إما لغة مكتوبة، أورسما، أو كونا، أوتفرسا لملمح كتب لصنف خاص من العيون.

فإذا الكتابة هي قطب الرحى الذي مامنه بد؛ لكن كيف وبماذا؟ و لمن و متى واين ..؟

الفخامة..يتواصل...