ولد بلَّال يكشف ارتباط العنصرية في أمريكا بانتخاب أوباما

-A A +A
أحد, 2020-06-07 20:05

اعتبر الدبلوماسي والسياسي الموريتاني المخضرم، محمد فال ولد بلال، أن العنصرية متجذرة بعمق في الولايات المتحدة، رغم تعدد المحاولات الرامية لإظهار العكس؛ مبرزا أن من الخطأ الفادح الانبهار ببعض التفاصيل التي يراد منها إصفاء مظهر مغاير تماما.

وأوضح ولد بلال، في تدوينة على صفحته بموقع "فيسبوك"، أن من يستغربون اتهام امريكا بالعنصرية مع أنها انتخبت رئيسا من أصول إفريقية ذا بشرة سمراء؛ قبل نحو أربع سنوات؛ يتعين عليهم الرجوع إلى ما أسماها "الظروف الاستثنائية التي أدت لانتخاب الرئيس باراك أوباما"؛ وفق تعبيره..

نص التدوينة:

"تسقط العنصرية!

البعض يتساءل كيف لنا أن نتهم أمريكا بالعنصرية وهي التي انتخبت رئيسا أسود من أصول أفريقية قبل أقل من 4 سنوات؟

وللرد على هذا السؤال، ينبغي لنا الرجوع إلى الظروف الاستثنائية التي أدت إلى انتخاب الرئيس باراك أوباما.

إن العودة إلى 2008 و ما كانت تتخبط فيه أمريكا "الأنگلوساكسونية" من أزمات و هزائم تفيد بأن انتخاب الرئيس الأسود جاء في إطار عملية "طلاء" أو "تجميل" أو ما يعرف بعملية "علاقات عامة" قامت بها الدولة العميقة لتواري سوءاتها.. هذا جل ما في الأمر.

لا يمكن الفصل بين انتخاب أوباما و بين فشل الولايات المتحدة و تراجع قوتها ونفوذها و سمعتها و صورتها بعد و بسبب سياساتها على مدى عقود من الزمان، و خاصة بسبب الخراب "البوشي"، الذي أظهرها دولة عديمة القيم و الأخلاق تغزو و تنهب و تستبد بالرأي و تتعامل مع الكون بأسره على انه الأصغر منها. سقطت عنها كل الأقنعة و رأت بذاتها ذاتها في مرآة الواقع كما رآها العالم عارية من كل رداء جميل كانت ترتديه و تسحر به أعين الناس. سقطت الحريات و الليبرالية و العدالة و القانون و القبول و التأثير و الجاذبية و الأحلام. و حتى "الماكدو" لم ينج و "اچين" الأزرق و "الروك" و "اچاز".

وأمام سقوطها الفكري و القيمي، كان لا بد من فعل شيء!؟ ولا شك في أن دوائر صنع القرار في الدولة العميقة استبدت بها أسئلة من قبيل: ما العمل؟ و هل بقي لنا من شيء إيجابي يمكن فعله، ولو عن اضطرار، توصلا إلى اجتذاب العقول بعد الخراب البوشي الهائل؟ و ماذا نقول للعالم؟ أليست له عيون يبصر بها و آذان يسمع بها و عقول يعقل بها؟

حاروا في الجواب و لم يجدوا من "أوتار" في رصيدهم القيمي يمكن إذا عزفوا عليها أن تصل قلوب الناس إلا "مساواة الأسود بالأبيض" مساواة ليس فيها من المساواة سوى اللفظ. و من هنا وقع الخيار على ذلك الشاب اللامع، ذي الأصول الكينية و المسمى السيد باراك أوباما..

اختيار يحمل رسالة إلى العالم تقول: من حقكم أن تشكوا و تشككوا في ما كنا نفخر به من قيم كالحقوق والحريات الديمقراطية والمدنية ومبادئ السوق الحرة والليبرالية الجديدة ونبذ التعصب الديني، و لكن انظروا إلينا، و قفوا إجلالا واحتراما لنا بعدما أقمنا الدليل الحي على أننا قد طلقنا ثلاثا التعصب العنصري ضد السود والملونين، و جئنا بهذا الرجل الأسود إلى البيت الأبيض! ولسان حالهم يقول: هذا آخر ما لدينا!

استغلوا لون الرجل و أصوله الأفريقية و ذكاءه و عقله النير و خطابه البليغ.. و احتفل العالم وصفق و شكر وغنى و رقص و أثنى على أمريكا "العادلة" و "المنصفة" و "الحرة" و "المتساوية"..و ما إن بدأت تسترجع شيئا من بريقها. حتى عادت حليمة لعادتها القديمة..

انتهت مأمورية الرئيس أوباما لتعود أمريكا الحقيقية بأبشع أساليبها و طرائق عملها.. و بعد 3 سنوات ونيف من خروج الرئيس الأسود، قتل المواطن الأسود "جورج فلويد" خنقا تحت ركبتي شرطي أبيض، و هو يردد "لا أستطيع التنفس!

الطبيعة غير التطبع .. و الطبع أملك!

تسقط العنصرية!".