ملاحظاتى على لقاء الرئيس بالصحافة

-A A +A
أربعاء, 2015-05-06 10:25
حبيب الله ولد أحمد

حدث تحسن كبير على الأداء الفني للتلفزة الموريتانية من حيث النقل المباشر واقتناص فقرات عاجلة من اللقاءـ أصبح القصر فى خلفية الصورة وذلك أفضل من حديقة الكلاب والقطط التى جرت فيها اللقاءات السابقة وحسب علمي البارحة لم نشاهد خلف الرئيس قطا ولا كلبا ولا جملا وهومايعنى تطورا فى اختيار المكان والخلفيةـ إدارة الرئيس للحوار كانت طبيعية فبدلا من إرهاق أحد الصحفيين وتحويله إلى قطعة ديكور من الأفضل أن يقوم الرئيس بمهمته الحوارية بنفسهـ ما أشيع عن اجتماع الصحفيين بأحد الوزراء قبيل اللقاء ربما كان مبعث التحفظ الكبير لدى المحاورين و"الوثاقة" الزائدة لدى بعضهم الآخرـ موسى صمب سي ومحمدعالى ولدعبادى حاولا تصدر اللقاء عبر أسئلة من أفضل ماطرح على الرئيس الذى قمعهما باستمرار وبطريقة غير لائقة أحيانا كالطعن فى معلوماتهما ومحاولة إسكاتهماـ بت منت اليدالى كانت الأقوى حضورا فى اللقاء ولم تخرج عن "النص" فى أسئلتها التى مثلت وجهة نظر مديرة التلفزة وكان مهما منها أن يجد الرئيس فرصة للحديث بطمأنينة لا أقل ولا أكثر تماما كما كانت رسالة صحفية الإذاعة هندو كي فالصحافة الرسمية لاتقوم سوى بتلميع النظام ولاعبرة باستدعاء شاب من شبابها أوكهل من كهولها فالأسئلة معدة بطريقة "التقطير" الحكومية

ـ غياب أزمة الجزائر كان مهما ومتعمدا ربما لإعطاء إشارة برغبة الرئيس فى تجاوز الأزمة وعدم صب زيت على نارها

ـ تم تغييب ملف سجناء أغوانتانامو عن اللقاء فلم نسمع عنهما شيئاـ مرات عديدة اختلط حابل "المهنية" بنابل" اللحلحة" فى الكثير من أسئلة اللقاء

ـ الحديث عن مصير الدركي المختفى واسحاق ولد المختار لم يكن مقنعا على الإطلاقـ رفض الرئيس للتعليق على قضية مامونى مختار كان لافتا ويبدو أن لولدعبد العزيز قصة لم تنشر بعد مع هذا الصحفي المظلوم

ـ تجاهل الرئيس الإجابة على سؤال رائع للصحفي موسى صمب سي حول التناقض بين خطاب الرئيس بشأن تشجيع ودعم الوحدة الوطنية وبين استقبالاته المتكررة لممثلين عن حراكات قبلية وعرقية وعشائرية علنا وفى مكتبه وعبر وسائل الإعلام

ـ معلومات الرئيس توضح ضعف مستشاريه وتغييب طاقمه وعدم اكتراثه بالبحث عن المعلومات الدقيقة والموضوعية لملفات داخلية وخارجية

ـ أسئلة المواطنين وهمومهم اليومية تم تغييبها تماما لصالح أسئلة لايفهم منها أكثر من استماتة طارحيها فى الابتعاد عن إزعاج الرئيس والخوض فى ملفات لاتريحه مع استثناءات بسيطة

ـ تحليلات الرئيس الاقتصادية لم تكن واقعية ولادقيقة المعطيات

ـ حاول الرئيس أن يبدو أليفا ومرحا وبسيطا لكن الطبع أغلب فهو كما قال ضابط انقلابي ولذلك لم تغب سطوة العسكر عن سلوكه وملامحه ولم يبتعد عن الممارسات الإنقلابية فى مصادرته لبعض الأسئلة عن طريق تجاهلها أونسف معطياتها قبل الإجابة عليها

ـ كان الوزراء مجرد قطع ديكور خزفية لم يعقبوا لم يتحدثوا لم يتدخلوا إلا بخجل وخفية أحيانا مع أن الملفات التى تم الحديث عنها ترتبط مباشرة بقطاعاتهم

ـ أصدق ماتحدث عنه الرئيس هو قضية الجيش وإعادة تطويره وتحديثه وصعوبة تقديم الخدمات بسبب التقرى العشوائي وضرورة وجود حوار وطني جاد والتمويلات الذاتية للدولة عبر مشاريع طرق وكهرباء ومياه فى العاصمة والداخل والاتحاد الإفريقيـ لم يوفق الرئيس فى الحديث عن سنة التعليم وأسعار المحروقات ومشاكل المياه والكهرباء وصناديق أكرا والحراكات الاجتماعية وتعامل الحكومة مع "أيامات" الحر