اغتيال إمام أكبر مسجد في الصين في شينجيانغ

-A A +A
جمعة, 2014-08-01 15:02

أعلنت وسائل الإعلام الرسمية أمس مقتل إمام أكبر مسجد في الصين في شينجيانغ، مشيرة إلى أن الشرطة تمكنت من القضاء على اثنين من الجناة فيما تشهد هذه المنطقة المسلمة في شمال غربي البلاد أعمال عنف جديدة.

وأعلن موقع «تيانشان» الإعلامي الذي ينقل وجهات نظر السلطات الإقليمية في شينجيانغ، أن جمعة طاهر، إمام مسجد إد كاه في مدينة كشغر، «قتل بوحشية» فجر الأربعاء الماضي بعد صلاة الفجر.

وكانت «إذاعة آسيا الحرة» التي تمولها الولايات المتحدة، ذكرت نقلا عن «شهود ورسميين» محليين، أنه عثر على الإمام مقتولا «وسط بركة من الدماء».

وتفيد عناصر التحقيق بأن ثلاثة رجال يحملون أسماء أويغورية ارتكبوا هذه الجريمة «مدفوعين بتأثير ديني متطرف»، كما أضاف موقع «تيانشان».

قتلت قوات الأمن اثنين من هؤلاء المتهمين في اليوم نفسه، واعتقلت ثالثا، كما أوضحت من جهتها وكالة أنباء الصين الجديدة، وفقا لتقرير بثته وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

 

ويقيم في شينجيانغ أكثر من تسعة ملايين أويغوري، وهم مسلمون ناطقون باللغة التركية يرفض قسم منهم الوصاية الصينية. وتقف فئة متطرفة منهم، كما تقول السلطات، وراء الاعتداءات الدامية التي وقعت في الأشهر الأخيرة في المنطقة وخارجها.

 

ويأتي اغتيال الإمام بُعيد المواجهات العنيفة التي وقعت في منطقة يرقند (أو شاش باللغة المندارينية) على بعد 200 كيلومتر جنوب شرقي كشغر، قبيل نهاية رمصان، ووصفت السلطات الحادث بأنه «هجوم إرهابي».

وتقول وسائل الإعلام الصينية الرسمية إن عصابة «مسلحة بسكاكين» هاجمت صباح الاثنين مركزا للشرطة ومباني رسمية وإن عناصر الشرطة قتلوا «عشرات» من المهاجمين.

وتحدثت مجموعة للدفاع عن الأويغور، الإثنية الأولى في شينجيانغ، عن «مائة قتيل وجريح».

وكان الإمام طاهر الذي غالبا ما كانت وسائل الإعلام الرسمية الصينية تجري مقابلات معه، يتميز بمواقفه التي تنتقد أعمال العنف التي يقوم بها الأويغور في شينجيانغ.

وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية ذكرت الثلاثاء الماضي أن «هجوما إرهابيا» أوقع عشرات القتلى والجرحى في إقليم شينجيانغ.

وأوضحت الوكالة أن عصابة «مسلحة بسكاكين» هاجمت صباح الاثنين الماضي (عشية عيد الفطر في الصين) مركزا للشرطة ومكاتب حكومية في منطقة شاشي (أو يرقند بلغة الأويغور).

ونقلت الوكالة عن الشرطة المحلية أن «عشرات من المدنيين الأيغور والهان قتلوا أو جرحوا».

وقالت الوكالة إن «رجال الشرطة في المكان قتلوا عشرات من أفراد العصابة الذين هاجموا المدنيين والسيارات التي كانت مارة»، مضيفة أن «العناصر الأولية للتحقيق تشير إلى أنه هجوم إرهابي متعمد».

وبحسب ديلكسات راكسيت وهو المتحدث باسم المؤتمر العالمي للأويغور، منظمة في المنفى، فقد قتل عشرون أويغوريا وأصيب عشرة آخرون بجروح في مواجهات أسفرت عن سقوط 13 قتيلا في صفوف قوات الأمن التي أوقفت 67 شخصا.

ونقل المتحدث معلوماته عن مصدر محلي، لكن المعلومات الآتية من شينجيانغ يصعب التحقق منها من مصدر مستقل، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وشهدت الصين في الأشهر الأخيرة سلسلة هجمات دامية في أماكن عامة، في شينجيانغ وخارج المنطقة، نسبتها السلطات إلى إسلاميين من الأويغور.

وفي تعليق موقع وصفت الصين الجديدة الهجوم بـ«عمل تجديفي» مخالف «لروح رمضان».

وكان هجوم انتحاري استهدف في مايو (أيار) سوقا في أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ أسفر عن سقوط 43 قتيلا ضمنهم المهاجمون الأربعة، ونحو مائة جريح، وعُدّ الأكثر دموية في الإقليم منذ الاضطرابات الإثنية في 2009 بين الهان والأويغور في أورومتشي.

وجاء الهجوم على أثر مجزرة وقعت في مارس (آذار) في محطة كونمينغ بإقليم يونان (جنوب) قتل فيه 29 شخصا بالسلاح الأبيض وأصيب 140 آخرون بجروح. وكان الأول بهذا الحجم خارج منطقة شينجيانغ.

وردا على ذلك، أعلنت بكين (والرئيس شي جينبينغ في المقدمة) حملة واسعة لمكافحة الإرهاب ترجمت بـ13 عملية إعدام على الأقل وتوقيف المئات وإدانات جماعية بعد محاكمات سريعة ترافقت غالبا مع عرض «إرهابيين» في ساحات عامة.

ورغم هذه الحملة، فإن هذا الهجوم الأخير يدل على صعوبات الأجهزة الأمنية الصينية في احتواء المتطرفين من السكان الأويغور في هذا الإقليم المترامي الأطراف شبه الصحراوي الحدودي لثماني دول في آسيا الوسطى منها أفغانستان.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، قتلت الشرطة 13 متطرفا بعد تفجير مبنى لقوات الأمن في كارجيليك بمنطقة كشغر.

وفي منطقة يرقند قتل ثمانية مهاجمين أواخر ديسمبر (كانون الأول) بيد الشرطة في هجوم شنه مسلحون بسكاكين ومتفجرات على أحد مراكزها.

ويعد إقليم شينجيانغ أكثر من تسعة آلاف شخص من الأويغور، الإثنية المسلمة الناطقة بالتركية، التي تضم شريحة متطرفة تقف، بحسب السلطات، وراء هجمات دامية في الأشهر الأخيرة.

لكن بعض المجموعات الحقوقية ترى أن القمع الثقافي والديني الذي تمارسه الحكومة الصينية بحق ثقافة الأويغور وديانتهم في شينجيانغ يغذي الاضطرابات والعنف في المنطقة.

وقد فرضت السلطات الصينية قيودا على مسلمي شينجيانغ تضيق من إمكانيات الصيام في رمضان.

ومنع الموظفون والمدرسون والطلاب من المشاركة في الممارسات الدينية التقليدية في شهر رمضان وفق تعليمات نشرتها مواقع حكومية مختلفة، ويقول الكثير من الأويغوريين المناهضين لوصاية بكين إنهم يتعرضون للتمييز والتهميش بحيث لا يستفيدون من الاستثمارات في شينجيانغ، لكن بكين تجزم بأنها دعمت التنمية الاقتصادية في المنطقة وأنها تحمي حقوق الأقلية في بلد يعد 56 أقلية إثنية.