(موريتانيا اليوم) - تتباين المعلومات بشأن إرسال قوات موريتانية إلى اليمن دعما للتحاف الحربي، وتؤكد بعض المصادر، أن انخراط موريتانيا في الحرب إلى جانب السعودية ما كان له أن يحدث لولا الدعوة السعودية التي تلقتها السلطات الموريتانية من المملكة.
غير أن المتابعين للشأن اليمني، يتحدثون عن الموضوع الذي بات يشغل الرأي العام الوطني، وكأن الجانب الموريتاني حين لبى الدعوة للمشاركة في هذه الحرب، إنما كان يواجه خيارات صعبة نظرا لعلاقته الوطيدة بالمملكة العربية السعودية، وأيضا لوضع البلد السياسي المتلبد والذي يستدعي مد جسور مع قوى إقليمية ودولية فاعلة في العالم.
لكن عموما، وايا كانت الدوافع والمبررات للحكومة الموريتانية، فإنها تظل ملزمة بالمكاشفة عن الدور الذي ستتولاه القوات الموريتانية، هل هو مهمة قتالية أو غيرها؟ وكيف؟و أين؟
و هل هذه المهمة داخل الحوزة الترابية للمملكة، أم في الأراضي اليمنية؟
إن الحرب في اليمن باتت تكشف كل يوم عن تطورات خطيرة، فتزايد الضحايا المدنيين، وتوغل الحوثيين في بعض المحافظات السعودية بالمقابل، ينبأ بأن الأمور توشك أن تكون لها ارتدادات خطيرة، كما أن تورط موريتانيا في الحرب، وإرسالها عددا من جنودها إلى جبهة ساخنة لا تقل خطورة عن سخونة الجبهة الداخلية فيه الكثير من المجازفة.
وكان الموقف الأنسب أن تختار موريتانيا الحياد، مثلما ارتضت لنفسها ذات الموقف من قضية الصحراء.. وحينئذ تحافظ على مكانتها في عالم يعج بالفوضى والتناقضات.
